إذا كنتَ تعاني أنت أو أحد أحبائك من أيٍّ من اضطرابات الأكل Eating Disorders، فهل ستتمكن من التعرف عليه؟
فهناك حقائق يجب أن تعرفها عن اضطرابات الأكل
قد يعتقد البعض أن من يعانون من اضطرابات الأكل يعانون من سوء التغذية أو شدة النحالة، يمتد نطاق اضطرابات الأكل لأبعد من هذه الأفكار المسبقة.
وبحسب موقع Healthline الأمريكي تحاول أكاديمية اضطرابات الأكل تكسير الصورة النمطية وتحسن المعرفة بهذا المرض عبر التوعية بالحقائق الواردة في هذا التقرير.
حقائق يجب أن تعرفها عن اضطرابات الأكل
ربما يعتقد كثيرون أن الشخص الذي بعاني من اضطرابات الأكل يكون “جلداً على عظم” أو شخصاً سميناً للغاية، لكن الخبراء يقولون إن هذا لا يعكس الواقع.
قالت دكتورة دينا هيرش، وهي أحد كبار علماء النفس لدى مركز التحكم بالوزن التابع لمستشفى سيوسيت في لونغ آيلاند بنيويورك، لموقع Healthline الأمريكي، إن من المهم للأطباء أن يدركوا هذه الحقيقة.
وأضافت: “المرضى أصحاب الوزن الطبيعي الذين يعانون من اضطراب في تناول الطعام مثل فقدان الشهية غير المعتاد، أو الشره العصبي عادة ما يتلقون إطراءات بسبب فقدان وزنهم دون مناقشة كيف حدث هذا”.
وتابعت: “كلا المرضين له عواقب جسدية ونفسية، مثلها مثل فقدان الشهية العصبي، لكن عادة ما يغفل عنها العاملون في القطاع الطبي الذين يركزون على المبالغة في امتداحهم لفقدان الوزن“.
يمكن لاضطرابات الأكل أن تصيب أي أحد
قالت نيومان: “اضطرابات الأكل تأتي في أكثر من شكل. نوع الحد من السعرات الحرارية الذي يقلل فيه الأشخاص من كمية السعرات التي يتناولونها وينتشر بكثرة بين الفتيات المراهقات. لكن الصبيان قد يصابون به أيضاً”.
هناك حقيقة في فكرة أن النساء الصغيرات هن المجموعة الأكثر عرضة للإصابة باضطرابات الأكل، لكن هذا لا يعني أن الرجال أو أي مجموعة بشرية كانت لديها مناعة ضد اضطرابات الأكل.
وفقاً للإحصاءات، هناك 2% من الرجال يمرون باضطراب الشره المرضي في مرحلة ما من حياتهم.
اللوم لا يقع على العائلة
تشير ورقة الأكاديمية إلى أن العائلة قد تكون مصدر قوة بالنسبة لمن يعانون من أحد اضطرابات الأكل. يمكن لأفراد العائلة أن يؤدوا أيضاً دور الحليف للشخص نفسه والطبيب.
وفقاً للدكتورة شونا نيومان، مديرة قسم الطب النفسي للأطفال والمراهقين في مستشفى لينوكس هيل في نيويورك، ربما يشعر أفراد العائلة بالارتباك عندما يعاني شخص يحبونه من اضطراب تناول الطعام.
وقالت لموقع Healthline: “يكون الأمر صعباً للغاية حينما يذعر الوالدان، من الصعب فعلاً التخبط في المشاعر “الذي يختبرونه””.
لكن التلاصق الأسري نفسه الذي يمكنه التسبب في القلق، يمكنه أيضاً المساعدة في التعرف على المشكلات، ومساعدة الأطباء في العمل تجاه حل مناسب.
وتشرح نيومان قائلة: “الرائع هو أن الناس يمكنهم الذهاب لطبيب للحصول على تقييم وتعليقات من دون أحكام نسبياً”، مضيفة: “يمكنك بسهولة اصطحاب أحد أفراد عائلتك في موعده مع الطبيب، وتتحدث مع الطبيب عن البقاء على المسار الصحيح فيما يتعلق بالتغذية”.
اضطرابات الأكل هي أزمات صحية
بالنسبة للبعض قد تبدو اضطرابات تناول الطعام عقبة صغيرة في الطريق، يسهل تجاوزها. لكن لأن هذه الاضطرابات تؤثر على سلامة الشخص النفسية، فالأمر ليس بسيطاً.
قالت الدكتورة بريان أوستن، رئيسة أكاديمية اضطرابات الأكل في تصريحات إن الرسائل التي توصلها الثقافة الشعبية أو المجتمع ككل يمكنها عادة أن تخلق اضطراباً في تناول الطعام يصعب التغلب عليه.
وقالت: “بالإضافة إلى ذلك، التمييز الصريح في الرعاية الصحية ضد أصحاب الأجسام الكبيرة يكون له تأثيرات سلبية مدمرة أحياناً على الصحة بغض النظر عن اقتناع الشخص برسائل الوصم من عدمه”.
اضطرابات الأكل ليست اختيارية
ربما يبدأ اضطراب الأكل باختيار أحدهم أن يُجوع نفسه حتى تلائمه الملابس الأصغر. لكن بمجرد أن يبدأ الاضطراب، فإنه لم يعد اختياراً.
قالت نيومان: “هو تحدٍّ صعب عندما تعاني من اضطراب تناول طعام لأن الطعام أمر أساسي، نحن لا نبتعد عنه، لا بد أن نأكل لنعيش”.
وأضافت أن الأمر يشبه التعرض لصدمة، لأنه في هذه الحالة يصل الشخص بنفسه إلى مرحلة عقلية يفكر عندها دماغه على نحو فعال بطريقة مختلفة بشأن مظهره.
تزداد احتمالية الانتحار
تنطوي اضطرابات الأكل على مخاطر صحية ليست قليلة. فقد أصدرت أكاديمية اضطرابات الأكل أوراقاً بحثية تشير إلى أن الوفيات الناتجة عن اضطرابات الأكل تأتي في المرتبة الثانية بعد اضطراب استخدام المواد الأفيونية، في تصنيف الاضطرابات النفسية.
وفقاً لدراسة في عام 2014 شملت 1436 شخصاً لديهم اضطرابات أكل، حاول 12% منهم تقريباً الانتحار في مرحلة ما، بينما كان لدى 43% منهم تاريخ من التفكير في الانتحار.
لا يمكن للصفات الوراثية وحدها التنبؤ
بينما لا يمكننا إنكار تأثير الجينات على الصحة واضطرابات الأكل، لكن الجينات لا يمكنها أن تكون نهاية الأمر عندما يتعلق الأمر بالتنبؤ.
يمكن لاضطرابات الأكل أن تنشأ من فكرة الشخص عن الشكل الذي يجب أن يكون عليه جسمه، وعادة ما يتأثر هذا بالصور على مواقع التواصل الاجتماعي والتلفزيون.
قالت هيرش إن الأشياء أحياناً تتفاقم نتيجة التصورات التي تكون لدى الرفاق أو حتى الأطباء.
وأضافت: “من الضروري التعامل مع نهج التحيز في الوزن عن طريق تعليم الأطباء هذه الحقائق التسعة، نعلمهم أن اضطرابات الأكل تصيب الجميع بجميع أحجامهم، وأن الصورة الذهنية الإيجابية عن الجسد تحسن الصحة وليس العكس، وأن استراتيجيات الحد من الطعام يمكنها أن تزيد من خطر الإصابة باضطرابات الأكل”.
وتابعت: “يجب أن يتوقف الأطباء عن الحكم على المرضى ولومهم بسبب وزنهم”.
البيئة والجينات لها دور
تعطينا العلامات المختلفة مثل مؤشر كتلة الجسم، فكرة شاملة عما نحتاجه لتحسين صحتنا. لكن العلامات النفسية والاجتماعية على سلامة الصحة يصعب تتبعها.
قالت نيومان: “هناك العديد من العوامل التي تتدخل في الأمر”، مضيفة: “الأشخاص المختلفون لديهم جينات مختلفة.
علم الأحياء لا يتوقف فقط على ما تستهلكه، لكن هناك أيضاً أن كل شخص في كل عائلة لديه نقاط قوة مختلفة يمكنها التسبب في اختلاف الوزن”.
وفسرت الأمر قائلة: “الوزن يتأثر كثيراً بالصفات الوراثية، لكنه أيضاً يمكن أن يتأثر بالعوامل الثقافية، مثل اختلاف نظام الأكل من مكان لآخر، وهناك طرق مختلفة للوصول للطعام”.
التعافي كلياً ممكن
أي شخص حاول تغيير عادات الأكل لديه يعرف أن الأمر ليس بسيطاً مثل كبسة زر. ينطبق الأمر نفسه على من يعانون من اضطرابات في تناول الطعام، ويحاولون التعود على عادات أكل أكثر صحية.
قالت نيومان: “فكرة أن هناك شيئاً ما خاطئاً في جسدك فكرة يصعب تجاوزها”، مضيفة: “يمكن أن تأخذ وقتاً طويلاً. يمكنك تغيير سلوكياتك وتشكلها من جديد، لكن تغيير المعتقد يحمل الكثير من التحدي”.
وبينما قد يكون الأمر تحدياً لأحدهم بأن يتخلى عن اضطراب الأكل، لكنه بالتأكيد ليس مستحيلاً، خاصة عندما يكون لدى الشخص متخصصون وأحباب يجذبونه في الاتجاه الصحيح.
قالت هيرش: “يجب أن تُعامل المشكلات المتعلقة بالوزن على أنها مشكلة صحية، أي نتعامل معها بتعاطف، وحساسية، واهتمام، وليس بإصدار الأحكام، واللوم، وتبسيط الأمر أكثر من اللازم”. وأضافت: “عندها فقط سنكون قادرين على التعامل مع المشكلات الصحية الكبرى في البلاد وهي السمنة، ونقلل من معدل اضطرابات الأكل”.
تعليقات
إرسال تعليق