تختلف علامات المخاض من سيدة لأخرى، وحتى من حمل لآخر لدى الأم نفسها، ولا توجد وسيلة لتحديد الطريقة التي يسير بها مخاض المرأة أو المدة التي سيستغرقها، إلا أن ثمة علامات على المخاض الحقيقي، علماً أن ما يحفزه ليس واضحاً بالقدر نفسه.
تقول القابلة ومديرة التوليد في مستشفى Cambridge Health Alliance في كامبريدج، بولاية ماساتشوستس ليزلي لودكا لموقع LiveScience: “لا نعرف الآليات التي تؤدي إلى تحفيز المخاض. فلم يتوصل العلم إليها بعد”.
على أن بعض الخبراء يعتقدون أن المخاض يبدأ على الأرجح حين يفرز الجنين هرمونات معينة.
جمعنا فيما يلي المزيد من المعلومات عن علامات المخاض.
علامات على المخاض الحقيقي
إحدى العلامات التي تدل على أن المخاض قد يحدث في غضون أيام هي أن تشعر بعض النساء بغريزة “التعشيش”. ورغم التعب الذي تشعر به النساء في هذه المرحلة المتقدمة من الحمل، فقد يشعر بعضهن بدفقة مفاجئة من الطاقة، والرغبة في الطهي والتنظيف وتنظيم المنزل قبل ولادة الطفل.
وتوصلت دراسة سجلها باحثون كنديون عام 2013 في مجلة Evolution and Human Behavior إلى أن التصرفات الناتجة عن غريزة التعشيش تبلغ ذروتها خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل.
وكتب الباحثون أن غريزة التعشيش لها وظيفة وقائية شبيهة بقرينتها في مملكة الحيوانات وتتمثل في تهيئة بيئة آمنة للوافد الجديد.
وتوجد علامات أخرى يطلقها الجسد تشير إلى اقتراب المرأة من مرحلة المخاض. وفيما يلي 6 علامات شائعة:
مع اقتراب نهاية الحمل، تبدأ تقلصات الرحم في إنزال الطفل إلى مكان منخفض في قناة الولادة.
التقلصات العادية
تعد التقلصات علامة على المخاض، وتقول ليزلي إن رحم المرأة تنقبض خلال فترة الحمل بأكملها. وتقول موضحة: “هي عبارة عن عضلة، وتحتاج إلى التمرن استعداداً لهذا الحدث المهم القادم”.
ومع اقتراب نهاية الحمل، تبدأ تقلصات الرحم في إنزال الطفل إلى مكان منخفض في قناة الولادة، وفي النهاية ستساعد هذه التقلصات في دفع الطفل إلى الخارج.
يؤدي المخاض الحقيقي إلى تقلصات منتظمة ومتواترة وشديدة تحدث كل خمس دقائق تقريباً لأكثر من ساعة أو ساعتين، وتنطلق هذه التقلصات عادة في ظهر المرأة ثم تتجه إلى الأمام، حسب موقع Healthline.
وتقول ليزلي إن “البطن يصبح صلباً، وقاسية، مثل كرة السلة، ثم يرتخي. والتقلصات الحقيقية تحدث بهذه الطريقة”.
هبوط الطفل
تُعرف علامة أخرى من علامات المخاض بـ”التخفف”. وهذه العلامة قد تحدث قبل بدء المخاض بساعات أو أسابيع في حالات الحمل للمرة الأولى، حسب موقع PARENTS.
تشعر الحامل كما لو أن الطفل هبط في حوضها، وهذا يعني أن الطفل يتخذ وضعية الرأس للأسفل استعداداً للخروج. (في النساء اللائي سبق لهن الحمل والولادة، قد لا يحدث هذا التخفف إلا قبل بدء المخاض مباشرة).
وحين يستقر الطفل في هبوطه، فهذا يخفف الضغط على الحجاب الحاجز للمرأة، ما يسهّل عليها التنفس. ولكنه يزيد أيضاً من الضغط على الحوض والمثانة، ما يؤدي إلى ذهابها للحمام كثيراً.
وفضلاً عن ذلك، قد يبدو بطن المرأة أكثر انخفاضاً وبروزاً، وتبدأ في المشي بصعوبة.
انفجار كيس الماء
ينمو الجنين ويتطور في رحم المرأة وهو محاط بالسائل الأمنيوسي، وحين ينفجر الكيس الواقي (وهي عملية تسمى أيضاً “تمزق الأغشية”)، يتدفق السائل غزيراً من بعض النساء، لكنه يكون بطيئاً في البعض الآخر.
قد ينفجر كيس الماء في المرأة الحامل قبل أيام من بدء المخاض، أو أثناء المخاض أو قد لا يحدث على الإطلاق (وفي هذه الحالة سوف يمزقه طبيب التوليد أو القابلة أثناء الولادة).
لذان يتوجب على الأمهات الحوامل الاتصال بطبيب التوليد أو القابلة عند نزول المياه ووصف لون السائل ورائحته، وهو ما يساعد الطبيب في تحديد إن كان هذا السائل المتسرب بولاً، وهو عرض شائع أثناء الحمل، أم السائل الأمنيوسي.
وفور انفجار كيس الماء في المرأة الحامل، يصبح الطفل عرضة للمرض؛ لأنه لم يعد محاطاً بهذا الكيس الواقي. ولهذا السبب سيعمل الأطباء والقابلات على توليد الطفل في غضون يوم أو يومين من انفجار كيس الماء.
النزف المهبلي
مع بدء المخاض، أو قبل عدة أيام من حدوثه، قد تلاحظ المرأة زيادة في الإفرازات المهبلية ذات اللون الوردي أو البني أو المائل إلى لون الدماء.
وهذا النزف يحدث بسبب ارتخاء سدادة مخاطية تسد عنق الرحم (فتحة الرحم) أثناء الحمل. وترتخي هذه السدادة المخاطية حين يبدأ عنق الرحم في التمدد أو الانفراج خلال المرحلة الأولى من المخاض، حسب موقع NHS التابع لوزارة الصحة البريطانية.
آلام أسفل الظهر وتشنجات
أثناء المخاض، قد تشعر المرأة بضغط متزايد أو تشنجات في منطقة الحوض والمستقيم. وقد تشعر أيضاً بألم في أسفل ظهرها.
الإسهال أو الغثيان
تعاني بعض النساء من إسهال حاد في بداية المخاض، أو قد يبدأن في التقيؤ لأسباب غير واضحة. وغالباً ما يكون من غير الواضح أيضاً أيها بدأ أولاً؛ أي إن كان الإسهال قد حدث أولاً ثم بدأ المخاض، أو أن المخاض هو ما جاء أولاً ونتج عنه إسهال.
طرق تحريض الطَّلق
تنتشر العديد من الأقاويل والمعتقدات الثقافية عما قد يساعد في تحفيز المخاض. وبعض هذه الطرق قد تكون ناجحة أو فاشلة.
في إحدى الدراسات التي أجريت على 200 امرأة أنجبن لتوهن، قالت أكثر من نصف النساء اللاتي شملهن الاستطلاع إنهن جربن طريقة واحدة على الأقل لتحفيز المخاض خلال الأسابيع الأخيرة من حملهن، وفقاً لتقرير سابق في موقع Live Science .
وقالت 85% من هؤلاء النساء إنهن جربن المشي، و45% جربن ممارسة الجنس، و22% تناولن طعاماً حاراً و15% جربن تدليك الحلمتين.
تقول ليزلي إن المخاض لن يحدث عن طريق تناول الأطعمة الحارة، أو القيادة في طريق وعرة، أو المشي لمسافات طويلة، وهي ثلاثة معتقدات شائعة، على أن ممارسة الجنس وتدليك الحلمتين قد يحفزان المخاض.
وقالت ليزلي موضحة إن ممارسة الجنس قد لا تكون مريحة في هذه المرحلة من الحمل، لكن الحيوانات المنوية تحتوي على البروستاغلاندين، وهو مركب شبيه بالهرمونات يمكنه تليين عنق الرحم والمساعدة في تحفيز المخاض.
وقالت أيضاً إن تدليك الحلمتين باليد يمكن أن يساعد في تحفيز المخاض للسيدات اللاتي وصلن إلى موعد الولادة؛ وهذه الطريقة قد تساعد في إطلاق هرمون الاوكسيتوسين الذي يسبب تقلصات الرحم.
بإمكان السيدة الحبلى تدليك إحدى الحلمتين بالأصابع حتى يحدث تقلص، وفور حدوث هذا التقلص، من الضروري أن تتوقف 5 دقائق حتى تعاود تدليكها. ويمكن تنفيذ هذه الطريقة لمدة ساعة أو ساعتين.
وتنصح ليزلي بعدم تدليك الحلمتين في الوقت نفسه؛ لأن هذا يمكن أن يؤدي إلى حدوث الكثير من التقلصات في الرحم، أو أن تكون قوية جداً.
تعليقات
إرسال تعليق